الرئيسية / news / مقالات / ميثاق إعلامي خليجي يختص بالإعلام الحديث

ميثاق إعلامي خليجي يختص بالإعلام الحديث

           حسين بن سوده                   

@binsudah

من واقع أن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي  لم يعد من الممكن تجاهله، جاءت مبادرة معالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام، ودعوته لأبناء الخليج للتوقف عن التفاعل مع الحسابات المسيئة والمشبوهة التي تسعى لزرع الشقاق والفتنة، و’تبليكها’، لتفويت الفرصة على المتربصين بالمجتمع الخليجي الواحد والعربي بشكل عام، حيث  باتت دول الخليج العربي علي وجه الخصوص تواجه تحديات جديدة تستدعي ضرورة تبني سياسات إعلامية متقدمة، من بين هذه التحديات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كسلاح لشق الصف ووحدة الكلمة ، وللتصدي لهذه المخاطر تبرز الحاجة الملحة إلى وضع ميثاق إعلامي خليجي يختص بالإعلام الحديث، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، أو تحديث ميثاق الشرف الإعلامي الذي اعتمده المجلس الاعلى في دورته السابعة  – ابوظبي 1986م.

تعزيز اللحمة الوطنية وأواصر الأخوة

إن الإعلام الحديث بمختلف منصاته، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، يلعب دوراً محورياً في تشكيل الرأي العام وتوجيهه كون رواده ليسوا جميعاً بنفس المستوى من الوعي في التعامل معالتقنيةالمعلومة ومصدرها والإشاعة وهدفها ،  وبالرغم من الفوائد العديدة لهذه الوسائل، إلا أنها أصبحت ساحة مفتوحة لبعض الجهات التي تسعى للنيل من وحدة الصف الخليجي، لذلك نتمنى أن نشوف ميثاق إعلامي خليجي  يحكم ويضبط محتوى الإعلام الحديث ويحمي اللحمة الخليجية ، هذا الميثاق يجب أن يكون مرجعاً أساسياً للممارسات الإعلامية التي تعزز من قيم الوحدة والانتماء، وتعمل على إبراز ما يجمع أبناء الخليج من روابط قربى وأواصر تاريخية، وتجعل من مواقع التواصل الاجتماعي منصة للتواصل البناء والتعبير المسؤول.

التصدي للمتربصين ومثيري الفتن

إلى جانب تعزيز الوحدة الخليجية، يجب أن يتضمن الميثاق الإعلامي آليات واضحة وفعالة للتصدي للمتربصين المجهولين الذين يتخفون خلف أسماء مستعارة، ومن يقف خلفهم من جهات تسعى لزرع الفتن بين أبناء الخليج. فالتحديات الأمنية التي تواجه دول الخليج تتطلب توحيد الجهود لمواجهة الحملات المغرضة التي تستهدف النسيج الاجتماعي في المنطقة.

ويمكن أن يتضمن الميثاق آليات قانونية وأمنية لملاحقة ومعاقبة من يثبت تورطهم في نشر الأكاذيب والإشاعات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وبث الكراهية بين الأشقاء، كما يمكن أن يشمل إنشاء منصات إلكترونية رسمية تقوم بتوضيح الحقائق والرد على الشائعات بسرعة وكفاءة.

المصير المشترك وتعزيز الهوية الخليجية

أخيراً، ينبغي أن يشدد الميثاق على أهمية المصير المشترك بين دول الخليج والعربية ككل ، ويعزز من الشعور بالهوية الجامعة، فالمخاطر التي تواجهها الدول الخليجية ليست فردية بل هي مشتركة، ولا يمكن مواجهتها إلا بوحدة الصف والكلمة.