عرافة الودع

عَرافـةْ الوَدع لا تقريـن أفكـاري
وَلا تقولين لي شيئاً عن أسـراري

 

لأني أكفر بمـا انتـي تؤمنيـن بـهِ
لا يعلم الغَيْب إلا الخالِـق البـاري

 

الشعْر منفاي والأيـام مابَرِحَـتْ
تعْزِف على دفتري وِتدوزِن اوْتاري

 

نُفِيتُ من موطن الأحـلام مرتحـلاً
لمِوطن الذات واستُبْدِلْتُ فـي داري

 

وحيدٍ إلا مـن أفكـارٍ تراودْنـي
للمُبْعدينا مشيّدْ نِصْـب تذكـاري

 

مِنْه أستدّميت بعضاً مـن مآثرهـم
ومنْه استمدّوا قناعاتي وإصـراري

 

نقرا على الخالدين آلام من ورثوا..
أخبارهم ثمْ أضاعوا تلك الأخبـارِ

 

نخاطب المعتصم فـي عـزّ دولتـهِ
ونخاطب العلم في شخص ابن بيطارِ

 

بنوا من المجـد أسـواراً مشيدةً
واحفادهم جَهْل هَدّوا تلك الاسوارِ

 

عَرّافة الـوَدع لا تقريـن ذاكرتـي
إقْري غداً عـن معاناتـي وأسفاري

 

إقْري مَعَ العابرين إن طال بك عمراً
أسراري الخافية في دفتر أشعـاري
©

 

[حســـين بن ســـوده]