*) المقال…من وجهة نظر شخصية قابلة للخطأ والصواب..ولايعد خلاصة لدراسة دقيقة… (حسين بن سوده)
الساحة السعودية
الساحة الشعبية في السعودية رغم أنها الأكبر وتزخر بالإبداع وعدد لايحصى من الرموز الشعرية ورغم أنها سباقة في الصحافة الشعبية لكن إعلامها لم يكن بحجم الشعر فيها، وخلال عقدين من الزمن أو مايسمى عصر الرواد كان التركيز على (رموز) معينين وقدمتهم الساحة السعودية على أساس أنهم مدارس شعرية ونجحت وبلا شك في ذلك، وكان للقصيدة المغناة دور أكبر من المطبوعات في تسويق هذه الفكرة،وفي العقد الماضي تكفل الإعلام الفضائي والانترنت بخروج الساحة السعودية من عباءة الرموز، ورغم وفرة إعلام الديجيتال لم تنجح في أستيعاب هذا الكم الهائل من الشعراء وقد لاتستطيع (فلترة) الساحة والخروج برموز جدد بنفس مستوى إبداع وتأثير الرموز الرواد !
الساحة الإماراتية
الساحة الشعبية في الإمارات بالمقياس الزمني تعد الأسرع نمواً في الخليج وذلك مقارنة بساحات خليجية بدأت النشاط الإعلامي من حوالي أربعة عقود ،تميز الشعراء فيها بالقدرة على كتابة القصيدة العصرية بشكل متزن بين خصوصية المفردة المحلية ومايسمى باللهجة البيضاء المشتركة بين الشعراء الشعبيين في المنطقة،ربما تأخر الإعلام المحلي فيها كثيراً ولايزال في تبني المبدعين والانتشار خليجياً،وكذلك الإعلام الخليجي شبه متجاهل للشعراء في الإمارات ولم يعاملهم بالمثل ،ويحسب للساحة الإماراتية بأنها أصبحت محط أنظار محبي الشعر الشعبي ومصنع لنجومه من خلال نجاح وريادة ساحتها الإعلامية في السنوات الخمس الماضية.
الساحة القطرية
الساحة الشعبية في قطر قد تكون أكثر ساحة أستفادت من صناعة النجوم خارج حدودها جنت المحصلة بدون جهد إعلامي كبير،والشعر فيها مثل قطاعات كثيرة يلقى دعم على المستوى الرسمي، وهذي بأعتقادي ميزة، وفي فترة من الفترات كانت البرامج الشعرية في الساحة القطرية محط أنظار محبي الشعر خليجياً، أكثر من المطبوعات المجتهدة ولكن الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة توجهت في الفترة الأخيرة (للطرب والأغاني) وطغى هذا الجو على انطباع المتابع الخليجي.
الساحة الكويتية
الساحة الشعبية الكويتية كانت بلاشك الرائدة في الخليج ولها فضل كبير على الشعر الشعبي في المنطقة كان الإعلام الشعبي فيها والمطبوع على وجه الخصوص ولايزال لحد ما ، مصنع للنجومية ومصدر لها ، تكامل فيها الشعر والإعلام وبتواجد أسماء سعودية خلدت في ذاكرة الشعر الشعبي في فترة الثمانيات والتسعينات قبل تلمع أسماء كويتية شابه تسيدت المشهد ولاتزال..ربما تراجع هذا الزخم خلال الخمس سنوات الماضية لصالح الفعاليات الأدبية في الإمارات والإعلام الفضائي في السعودية.
الساحة البحرينية
لم تخلو الساحة الشعبية في البحرين في أي فترة من الفترات من الشعر والإبداع، لكن الشعر الحديث ربما كان السائد فيها على حساب الشعبي، رغم الأهتمام الرسمي وبالتالي لم تكن هناك وسائل إعلام لها تأثير في أبراز الشعراء الشعبيين في البحرين، واكتفت بالاحتفاء بالشعر في المناسبات الوطنية وإقامة أماسي ناجحة من فترة لفترة، وفي السنوات القليلة الماضية كان نشاط الساحة البحرينية ملحوظ من خلال المظلات التي تجمع الشعراء في الداخل ومن خلال مشاركات الشعراء في الفعاليات الخليجية المختلفة.
الساحة العمٌانية
الساحة الشعبية في عُمان قد تكون الأكثر جدلاً في الوسط الإعلامي خليجياً في وقتنا الحالي، بسبب الخصوصية التي يتميز بها شعراء السلطنة، وبأعتقاد شخصي الساحة الشعبية في عمان هي الوحيدة التي لم تتدرج على سلم معين مثلما هو حاصل في ساحات الخليج الأخرى فهي أنتقلت من الشعر الشعبي الكلاسيكي مباشرة إلى الشعر الشعبي التجديدي أن جاز التعبير، ولم يحظ الشعر التقليدي بالاهتمام الكافي من الإعلام في العقود الماضية ربما يعود السبب إلى النهضة الثقافية في عمان التي تبنت الأدب العربي بشكل عام، بما في ذلك الشعر الفصيح، وهنا حصل تلاقح بين المفردة الفصحى والأسلوب الشعبي في الصياغة،وكذلك لايخفي الشعراء الشعبيين في عمان تأثرهم بشعراء رموز في المملكة مثلاً، والأكيد بأن الساحة العمانية بدأت تفرض نفسها من خلال الإعلام المحلي والاهتمام الخارجي وتقديم أسلوب جديد له جمهروه ومحبيه.