الرئيسية / news / مقالات / الإمارات.. الدولة المسؤولة والشريك الموثوق

الإمارات.. الدولة المسؤولة والشريك الموثوق

حسين بن سوده

@binsudah

يحسب للإمارات منذ تأسيسها انخراطها بقوة في العمل العربي المشترك ومشاركتها الفاعلة في جميع القضايا العربية الكبرى .

لم تمض سنوات قليلة على قيام دولة الاتحاد حتى اشتركت بفاعلية مشهودة لنصرة دول الطوق خلال حرب 73 مع إسرائيل وبعدها مباشرة شاركت في قوات الردع العربية في لبنان ، وأسهمت بشكل مباشر في تنمية أغلب الدول العربية وقاسمتها الثروة رغم أنها الدولة الأحدث في جامعة الدول العربية .

خلال عقدي السبعينات والثمانينات برز الدول الفاعل والمحوري للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( طيب الله ثراه ) في حل الخلافات العربية وحلحلت الكثير من القضايا بحكمته ونظرته العروبية  ومساهمته الرئيسية في تأسيس أهم وأنجح فضاء تعاوني عربي ( مجلس التعاون الخليجي)

لم تتنصل الإمارات في تاريخها من واجباتها القومية تجاه الأشقاء ولم تلتزم الحياد تجاه مايهدد الأمن القومي العربي وكان للقضية الفلسطينية النصيب الأكبر في الدعم والمساندة مادياً وسياسياً ولوجستياً على أكثر من صعيد.

وقفت الإمارات مع العراق في حرب الثمان سنوات لصد أطماع إيران ووقفت الموقف الصلب مع الكويت ضد الغزو العراقي .

ولم تتأخر الإمارات عن المشاركة في قوات حفظ السلام في الصومال العام 1993م وكانت أخر دولة تنسحب من مقاديشو ، كذلك في كوسوفو ولاحقاً في أفغانستان ومن بعدها ساهمت بفاعلية في التحالفات الدولية لمحاربة الإرهاب في مالي والعراق وسوريا .

خلال أحداث 2011 المشؤومة وما تلاها بادرت الإمارات لمواجهة المخطط التخرييي والكارثي على المنطقة ، وقفت في وجه ( امريكاأوباما) ولم تأبه للضغوظ في سبيل إعادة الاستقرار لأكثر من بلد عربي وهو ماتحقق بشكل مباشر في مصر والبحرين بالشراكة مع الشقيقة العظمى المملكة العربية السعودية وفي هذه المرحلة الحرجة تشكلت المرحلة الثانية في تاريخ العلاقة الاستراتيجية الوثيقة بين البلدين وهو ما ساهم في خلق ثقل عربي جديد قادر على مواجهة الأخطار  ومجابهة التحديات وكانت حرب اليمن خير شاهد على هذا العلاقة الأخوية الاستثنائية التي تعمدت بالدم في ميادين العز والكرامة.

الإمارات والسعودية بلدين ( لشعب واحد) تجاوزا مرحلة حسن العلاقات والجوار إلى مرحلة التكامل التام سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً وهذا ما يصعب على الحاقدين فهمه وتقبله والتعايش معه كواقع جديد في الخليج والمنطقة .